الأربعاء، 13 يونيو 2012

ماهية المدخل التفاوضي وعلاقته بالتعلم


فى خطوه متطوره ومعاصره بدأت بلورة مصطلح المدخل التفاوضي أوائل القرن الواحد والعشرين، وجاء هذا المدخل متأثراً بعولمة الثقافات والتشابك المعلوماتى وازالة الحواجز بين المعارف المختلفه، لذا يمكن إعتبار هذا المدخل مولوداً طبيعياً للتزاوج بين علم النفس المعرفى، وعلم النمو، وتطبيقاً لعلم الابستمولوجيا( وهو العلم الذى يبحث فى مبادئ المعرفه الإنسانيه وطبيعتها ومصدرها وقيمتها).

وقد تم التوصل للمدخل التفاوضى وإشتقاقه إمبريقياً، اى انه ليس نموذجا تم إشتقاقه والتوصل اليه رياضياً، او ظهر من خلال بيئات معمليه حسن ضبطها، وإنما هو متطور ومستمر بإعتباره منبثقاً من خبرات الحياه الحقيقيه وصادراً عنها.
ويمكن النظر الى المدخل التفاوضى على انه برجماتى وتوفيقى وأدائي، فهو برجماتى لانه يعمل على تحقيق الأهداف الموضوعه مستغلاً فى ذلك كل الأمكانات المتاحه، وتوفيقى لانه يعتمد على عدد من العلوم كعلم النفس وعلم الإبستمولوجيا وعلم السياسه والإقتصاد وغيرها ،وأدائي لانه يرتكز على أداء المتعلمين وملاحظة التغيير فى أدائهم الفعلى.
فالمدخل التفاوضي هو طريقه تحليليه للتخطيط ونظاميه تمكننا من التقدم نحو الأهداف التى سبق تحديدها، وذلك بواسطة عمل منضبط ومرتب للأجزاء، والمدخل التفاوضى يعتبر أن التعلم للإتقان لا يحتاج سوى تصميم جيد للمواد التعليميه ، ولطرق التدريس مبرمجه ،ولإداره ممتازه للبرامج التعليميه، وكل ذلك يمكن ان يعوض الفروق الفرديه بين المتعلمين، كما أنها تضم بجانب ذلك السياق التعليمى وصفات وخصائص المتعلم ، ويظهر إهتمام مستمر بالسياق التعليمى والبنيه المعرفيه للمتعلم.
وكذلك اذا نظرنا الى تصميم الدروس وفقاً للمدخل التفاوضي نجد أنها موجهه بالأهداف العامه والأدائيه ومكوناتها مترابطه ومتداخله ومتناغمه ومتشابكه العلاقات، وتؤثر فيها عوامل عديده كالخلفيه المعرفيه للمتعلم وسياق العلم ونوعية المعلم والمتعلم، وتحددها حدود إجتماعيه ودينيه وأخلاقيه فهى ليست نمطيه او متقولبه وإنما مرنه متطوره ،وتشجع على التفكير والابداع والابتكار.
وتصميم المناهج بالمدخل التفاوضي تنظر لمكونات منظومة المنهج على انها ليست عباره عن مجموعه من الأجزاء المترصه رصا هندسياً، بصوره يفصلها عن بعضها فواصل ماديه ،او مجموعة عناصر يحكمها ألياً، بل ان هذه الاجزاء متفاعله ويؤثر بعضها فى بعض وبينها علاقات وتجمعها وحده معينه، ويركز المدخل التفاوضى على العمليات المعرفيه المسئوله عن تحويل المدخلات او تعديلها بصوره يترتب عليها المنتج النهائى.
وينظر المدخل التفاوضي لمكونات عملية التدريس على أنها مترابطه ومتفاعله ومتناغمه ، حيث ان خطوات نموذج المدخل التفاوضي مترابطه تؤدى كل منها للاخرى ،ولا يلزم المعلم بتتابعية المراحل وإنما المعلم الناجح لا يلتزم بخطوات مبرمجه ويكيف المراحل تبعا لرؤيته لطبيعة الدرس .
وقد تعددت التعريفات التى تناولت المدخل التفاوضي ومنها :
يعرف على انه" اتفاق يتم بعد بحث وجدال بين الطلاب بعضهم مع بعض وفيما بينهم وبين معلمهم لإختيار الموضوعات والمهام التى يرغبون فى دراستها والقيام بها بحريه تامه ودون ضغط او فرض من المعلم".
تعرفه الباحثه إجرائيا على انه " مجموعه من المسلمات والإفتراضات بعضها يصف طبيعة مادة التاريخ التى ستدرس، والبعض الأخر يتصل بعمليتى تعليمها وتعلمها اى يصف عمليتى تدريسها وتعلمها القائمه على استخدام التفاوض كمدخل تدريسى يجعل المتعلم محورا للعمليه التعليميه، فهو الذى يبحث ويجرب ويكتشف حتى يصل الى النتيجه بنفسه، ويتيح له الفرصه لممارسه عمليات العلم  ليكون مواطنا مفكرا يستطيع التعايش مع الأخرين ، كما انه يزيد من فرص نجاح المتعلم فى تعلم الماده التعليميه وتنمية ميوله نحوها ،ويساعد على النمو المهنى للمعلم وعلى رسم طرق واستراتيجيات التقويم المناسبه للطلبه والحكم بموضوعيه على مدى تحقيق أهداف التعلم ."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق