الأحد، 24 يونيو 2012

تصنيف بلوم للأهداف التعليمية



مقدمه

لقد تم نشر كتاب تصنيف بلوم (
(in full: 'Bloom's Taxonomy of Learning Domains', or strictly speaking: Bloom's 'Taxonomy Of Educational Objectives')) في عام 1956، برعاية الخبير الأكاديمي والتعليمي الأمريكي الدكتور بنجامن بلوم (Dr Benjamin S Bloom)، فلقد تم ابتكار تصنيف بلوم أساساً بسياق أكاديمي ولأجل السياق الأكاديمي، وذلك عندما ترأس بنجامين لجنة من علماء النفس التعليميين، والتي كان هدفها تطوير نظام لتصنيف سلوكيات التعلم، من أجل المساعدة في تصميم وتقييم التعلم التربوي(Educational Learning). منذ ذلك الحين توسع تصنيف بلوم من قبل بلوم ومساهمين آخرين (مثل أندرسون وكراثول _ Anderson and Krathwhol _ حديثاً في الـ 2001، والذين وسعا من مجال عمل بلوم من خلال نظرياتهم، ولمستويات أعقد بكثير من تلك المشروحة هنا، والمتعلقة بشكل أكبر بحقل التعليم الأكاديمي أكثر من التدريب والتطوير). سيستفيدون المدربون ومحترفو الـ HR والمعلمون بشكل ملحوظ بمجرد فهم أساسيات تصنيف بلوم كما هو موضح لاحقاً.

لقد تم ابتكار تصنيف بلوم بشكل أساسي من أجل التعليم الأكاديمي، ولكنه يناسب كل أنواع التعلم. حيث آمن بلوم منذ البداية بأن التعليم يجب أن يركز على إجادة المواضيع وعلى تحسين صيغ تفكير عالية المستوى، بدلاً من مجرد نقل الحقائق. أوضح بلوم وقبل عدة عقود بأن معظم عمليات التعليم اتجهت نحو التركيز على نقل الحقائق والمعلومات أو على استذكار المعلومات ـ أدنى مستويات التعليم ـ بدلاً من التركيز على التطوير الشخصي الحقيقي ذو المعنى. ويبقى هذا تحدياً أساسياً لكل من المعلمين والمدربين في الأوقات الحالية. إن معظم التدريب المتعلق بالشركات محصور أيضاً بنقل المعارف بدون مشاركة وبدون أحاسيس، وهذا بذاته يكفي كسبب للتفكير بسعة وعمق نموذج بلوم.

تطور نموذج بلوم
لقد نال بلوم (1913ـ 1999) شهادات مختلفة من جامعة بنسلفانيا الحكومية (Pennsylvania State University) عام 1935، وانتسب لقسم التعليم في جامعة شيكاغو في عام 1940، ونال شهادة الدكتوراه في التعليم عام 1942 حيث تخصص في البحث، وبنفس العام تعرف على أستاذه المخلص السيد رالف تايلر (Ralph Tyler) والذي بدأ معه في تطوير أفكاره لتطوير نظام (أو"تصنيف") من البنود ليساعد على تخطيط وقياس الأهداف التدريبية والتعليمية بشكل ملائم، وبشكل يزيد من فعالية الأداء بدلاً من مجرد نقل الحقائق لغرض الاستذكار التافه. وتابع بلوم تطوير نموذجه طوال أعوام الستينات، وعين كأستاذ (Charles H Swift Distinguished Service Professor) في جامعة شيكاغو 1970، وعمل كمرشد في التعليم لحكومات عديدة منها إسرائيل والهند.

لقد تركز اهتمام بلوم (وزملاءه) بشكل أساسي على المجال المعرفي ('Cognitive Domain')، والذي يمثل القسم المطبوع الأول من نموذجه، تحت عنوان تصنيف الأهداف التعليمية: الكتيب رقم /1/، المجال المعرفي ( بلوم، أنجيلهارت، فوست، هيل، كراتول، 1956).('Taxonomy Of Educational  (Bloom, Engelhart, Furst, Hill, Krathwohl, 1956). أما كتاب تصنيف الأهداف التعليمية: الكتيب رقم II، المجال العاطفي (Affective Domain)( بلوم ، ماسيا ، كراتهول ) ((Bloom, Engelhart, Furst, Hill, Krathwohl, 1956 فكما يشير العنوان فهو يعالج تفاصيل المجال الثاني المجال العاطفي ولقد نُشر عام 1964.

اقترح العديد من الناس تفصيلاً للمجال الثالث الحركي النفسي (Psychomotor Domain) مما أدى إلى وجود عدة تفاصيل له، وهذا هو سبب اختلاف تفاصيل هذا المجال في عروض مختلفة للنموذج الكامل لبلوم، والنسخ الثلاث الأكثر شهرة في المجال النفسي حركي تبدو تلك الخاصة بـ: ( RH Dave (1967/70), EJ Simpson (1966/72), and AJ Harrow (1972).

يقوم نموذج بلوم بوصف بنية مجالات التعلم الثلاث، حيث تختلف ضمنها التفاصيل خاصة في المجال الثالث. قدم نموذج بلوم منذ (1956) قاعدة من الأفكار التي تم استخدامها وتطويرها حول العالم من قبل أكاديميين ومعلمين ومدرسين ومدربين، وذلك لإعداد أدوات تقييم تعليمية، وقدمت أيضاً أرضية للتصنيف بأكمله (بما فيه المجال النفسي حركي) كما نراه اليوم. تستمر هذه المفاهيم مجتمعة في بقائها مفيدة وذات علاقة بالتخطيط والتصميم الخاص بـ: المدرسة والكلية والتعليم المدرسي والجامعي، مقررات التدريب الخاصة بالبالغين، خطط التعليم والتدريس، وأدوات التعلم، وتقدم أيضاً كأداة (template) لتقييم كل من: التدريب والتدريس والتعلم والتطور ضمن كل مظهر من مظاهر التعليم.

في حال كنت مهتماً في التصميم أو في تقديم وتقييم التعليم أو في التدريب أو إعداد المقررات أو الخطط الدرسية ينبغي أن تستفيد من نموذج بلوم كأداة أو كإطار أو كقائمة تدقيق بسيطة لضمان استخدامك لنوعية التعليم المناسب في تطوير القدرات المطلوبة. إن تصميم وتقييم التعليم لا يحتاج إلى تغطية كل مظاهر تصنيف بلوم – فقط تأكد من تغطية مناسبة للمظاهر المطلوبة. وفي حال كان لديك شـكوك بأهدافك التدريبية المرجوة قم بتدقيق ما هو ممكن بمساعدة نموذج بلوم.

شرح تصنيف بلوم

تصنيف (Taxonomy): تعني "مجموعة من مبادئ التصنيف" أو "نظام" (structure)، وكلمة مجال (Domain) تعني ببساطة "صنف"(category). كان بلوم وزملائه أكاديميين ينظرون إلى التعلم وكأنه علم سلوكي، وهذا هو سبب عدم تسميته بـ: "نظام بلوم التعليمي".

يساند تصنيف بلوم هيكل " المعرفة، الميول، والمهارات" الكلاسيكي المُستخدم في التعليم والتقييم. وما عدا نموذج التقييم التعليمي الخاص بكيركباتريك (Kirkpatrick)، يظل تصنيف بلوم النظام الأكثر استخداماً من نوعه في التعليم خصوصاً وفي الصناعة والتدريب الجماعي. ومن السهل معرفة السبب: ببساطة لأنه النموذج الأبسط والأكثر فعالية لكل من عمليتي شرح وتطبيق الأهداف التعليمية، وطرق التعليم والتدريب، ومقاييس النتائج التعليمية.

يقدم تصنيف بلوم هيكلاً ممتازاً للتخطيط والتصميم ولتقييم فعالية كل من التدريب والتعليم. يخدم التصنيف كقائمة تدقيق (checklist) تمكنك من ضمان التخطيط السليم لتقديم التطوير الضروري للتلاميذ والمتدربين والمتعلمين، ويخدم كقالب (template) يمكنك من تقييم مدى صحة التدريب وتغطيته لأي تعليم مطلوب إن كان: مقرراً أو منهاجاً أو برنامجاً تدريبياً لمنظمة كبيرة.

من المذهل أن نموذج تصنيف بلوم (1956/64) ونموذج كيركباتريك (1959) يبقيان نماذج مرجعية كلاسيكية وأدوات اختبارية في القرن الـ 21 وسبب هذا هو عدم محدوديتها وصلتها بكل من عمليتي فهم وتطوير الأشخاص والمنظمات.

تعاريف تصنيف بلوم
إن نموذج تصنيف بلوم مؤلف من ثلاثة أجزاء أو "مجالات متداخلة":
1.     المجال المعرفي (Cognitive domain): (القدرة التفكيرية مثل معرفة أو "يفكر").
2.     المجـال العاطفي (Affective domain): (الشعور أو المشاعر، العواطف والسلوك، مثل ميول أو "يشعر").
3.     الشـعور النفسي حركي (Psychomotor domain): (مهارات يدوية وجسدية مثل مهارات أو "يفعل").

تم ظهور بعض الاختصارات الواضحة للموضوع والتي تلخص المجالات الثلاث، وكمثال معرفةمهاراتميول (Skills-Knowledge-Attitude)، (KAS) يفعل ـ يفكرـ يشعر (Do-Think-Feel).... الخ.

منذ ذلك الوقت اعتمد أناس عديدون على أعمال بلوم وبشكل ملحوظ في المجال الثالث "النفسي حركي" أو المهارات، والذي عرفه بلوم بمعناه العام ولكنه لم يقم بتفصيله بشكل كامل، وهذا بسبب شعور بلوم وزملاؤه بأن المجتمع الأكاديمي لم يكن فيه خبراء كفاية من أجل تحليل وابتكار هيكل مناسب يُعتمد عليه في "مجال النفسي حركي". قد يبدو هذا غريباً ولكن هذا الحذر ينتشر دائماً بين الخبراء والأكاديميين المختصين ـ فهم يناضلون من أجل الدقة والإبداع. وفي حالة بلوم أيضاً، قام بترك بعض الثغرات للآخرين ليكملوها، ويبدو أن النموذج قد استفاد من مساهمات آخرين أيضاً وعبر سنوات عديدة، منهم أندرسون، كراتهول، ماسيا، سيمبسون، هارسو، دايف، (حيث قام آخر ثلاث شخصيات بتطوير نسخ من المجال الثالث "النفسي الحركي").

في كل من المجالات الثلاثة استند نموذج بلوم على مقدمة منطقية (premise) تقول بأن الأصناف مرتبة وفق درجة الصعوبة، والمقدمة المنطقية المهمة في نموذج بلوم هي أن كل صنف (أو مستوى) يجب أن يتم إتقانه  قبل التقدم نحو المستوى الآخر. وهكذا فالتصنيفات داخل كل مجال هي عبارة عن مستويات تطوير تعليمية تتزايد في الصعوبة.

إن هيكل المصفوفة البسيط يساعد في بناء قوائم التدقيق والقوالب اللازمة في تصميم البرامج التعليمية والمقررات والخطط الدراسية، ... الخ. إن التعلم الفعّال ـ وخاصة داخل المنظمات، حيث ينبغي تحويل التدريب إلى نتائج تنظيمية ملموسةـ ينبغي أن يغطي كل المستويات داخل كل المجالات، وبشكل ملائم للظروف ولمتطلبات المتعلمين. وينبغي للمتعلم الاستفادة من تطور المعرفة والفكر (المجال المعرفي)؛ والميول والمعتقدات (المجال العاطفي)؛ والمقدرة على تفعيل المهارات والقدرات الجسدية أيضاً (مجال الحركي النفسي).


نظرة عامة لتصنيف بلوم
 تم إعداد التعاريف بلغة العصر البسيطة لتساعد في عمليتي الشرح والفهم. هذه المراجعة العامة تساعدك في فهم وشرح النموذج وتوضيح وتمييز المستويات.

المعرفي (Cognitive)
العاطفي (Affective)
الحركي نفسي (Psychomotor)
المعرفة (knowledge)
الميول (attitude)
المهارات (skills)
1.     استذكار البيانات (المعرفة)
1.     استقبال (الإدراك)
1.     المحاكاة (التقليد، النسخ)
2.     الفهم
2.     الاستجابة (يتفاعل)
2.     المناورة (إتباع التعليمات)
3.     التطبيق (الاستخدام)
3.     التقدير (يفهم ويفعل)
3.     زيادة الدقة
4.     التحليل (البنية/العناصر)
4.  التصور والتنظيم (تنظيم نظام القيم الشخصي)
4.  الحرفنة،الربط (تجميع ودمج المهارات ذات العلاقة)
5.     التركيب (ابتكار/بناء)
5.  يضفى على القيمة صفة ذاتية (تعديل سلوك ما)
5.  التطبع (يأتمت، يجعله أوتوماتيكياً، يصبح خبيراً)
6.  التقييم (الحكم والتقييم باستخدام معيار محدد)



في المجال المعرفي تم قلب أو عكس كل من المستويين: التركيب والتقييم، من قِبل آندرسون وكراتهول عام 2001. وقاما أيضاً بتطوير امتداد آخر معقد ذو بعدين والذي لم يتم شرحه هنا (إن كنت تريد تعلم المزيد ستجد قائمة من المراجع في نهاية المقال).

لاحظ أن المجال الحركي نفسي المذكور في الجدول السابق يستند على تفاصيل المجال الذي انشأه ديف ((Dave، تلميذ بلوم، ويُعدنموذج "دايف" هو الأبسط والأسهل بشكل عام. وتم اقتراح تراكيب لمجالات نفسية حركية بديلة من قبل آخرين، مثل هارو وسيمسبون (Simpson and Harrow) ومن الجيد استكشاف هذين النموذجين وخاصة من أجل تنمية الأطفال والشباب ومن أجل تنمية مهارات البالغين. هذان النموذجان يعرضان وجهات نظر عاطفية مختلفة ومنافع أخرى مفيدة لحالات تعليمية معينة، والتي لا تظهر بشكل واضح في نموذج "دايف".




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق